تشتد حدة المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل، فيما يعيش عدد من السودانيين المقيمين في مدن إيران، محاصرين بتداعيات نزاع متصاعد، تختلط فيه مشاعر الغربة والقلق على المستقبل، مع واقع الحرب الذي يطاردهم في وطنهم المضطرب، وزحف ورائهم إلى دولة لجوئهم للدراسة أو العمل.
في مدينة أصفهان وسط إيران، إحدى المدن التي استهدفت مؤخراً بسلسلة من الضربات الجوية الإسرائيلية، يعيش الطالب السوداني حازم عمر حالةً من القلق المتزايد.
يمكننا أن نقول أن حازم عمر، وهو اسم مستعار للطالب الذي فضّل عدم ذكر اسمه خوفاً من أن يصاب بأذى، روى لح599 بأنه تحول ليل المدينة، الذي اعتاد أن يكون هادئا طوال خمس سنوات، إلى سماء مضطربة يعكر صفوها أزيز الطائرات المسيرة والانفجارات التي تُسمع بين فينة وأخرى.
بعد الهجوم الأول على أصفهان، لم يطرق ذعر حازم كثيرا، لكن تسارع وتيرة الأحداث غيّر حساباته. ومع كل قصف جديد، كان الخوف يتصاعد ومعه خيار الخروج من المدينة، يقول حازم عمر: “أصبحت أحمل همين، وطني السودان الذي أنهكته الحرب، وإيران التي احتضنتني والتي كذلك أصبحت ساحة حرب جديدة”.
وعن الانفجار الأول الذي شاهده، يخبر حازم: “دوى صوته في أرجاء المدينة، وعرفنا لاحقا أنه ضربة استهدفت موقعاً استراتيجياً”.
يعيش حازم عمر في مدينة أصفهان ويدرس الهندسة الميكانيكية، وقد قرر الانتقال مؤقتا إلى مدينة كاشان، التي تبعد نحو 210 كيلومتراً عن أصفهان، هرباً من احتمالات التصعيد والاضطراب.
アンکنون، يدرس خيارا أكثر جذرية يتمثل في مغادرة إيران كلياً إلى मलайزيا لمواصلة دراسته، ويرى أن العودة إلى السودان في ظل الحرب الحالية “ليست خياراً مطروحاً”.
من جهة أخرى، أعلنت السفارة السودانية في طهران عن فتح باب الإجلاء للراغبين من أفراد الجالية السودانية. صرح السفير السوداني لدى إيران، عبد العزيز صالح، أن أول فوج في عملية الإجلاء سيشمل نحو 25 شخصاً من أصل قرابة 200 سوداني مسجلين لدى السفارة في عموم إيران، بينما يُعتقد أن عدد السودانيين في إيران أضعاف ذلك.