مظاهر العودة للمواطنين إلي الخرطوم تقرير: الخرطوم 15-6-2025 (سونا)- الشاهد أن م

مظاهر العودة للمواطنين إلي الخرطوم

تقرير: الخرطوم 15-6-2025 (سونا)

شهدت العاصمة السودانية الخرطوم مظاهر عودة للمواطنين وحضورهم لمناسبة عيد الأضحى بعد غياب لمدة عامين بسبب الحرب التي شنتها المليشيا. وتعتبر هذه العودة دليلاً على تعافي العاصمة من الآثار الكارثية للحرب، والتي شملت تقتيل وتشريد المواطنين وتدمير المؤسسات والبنية التحتية. وقد جاءت هذه العودة بعد دحر القوات المسلحة للمليشيا وتطهير مناطقها من التمرد.

يتزامن ذلك مع قرار رئيس الوزراء د. كامل ادريس بالإعلان عن بداية الانتقال التدريجي لمؤسسات الدولة إلى العاصمة الخرطوم. ويأتي القرار في إطار تنفيذ الرؤية القومية لتعزيز الحوكمة وتحقيق التنمية المتوازنة، انسجاماً مع الخطط الاستراتيجية الرامية إلى تفعيل دور العاصمة القومية كمركز إداري متكامل، وتخفيف الضغط الإداري والخدمي عن مدينة بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة.

ترحيب واسع

وجد القرار ارتياحاً وترحيباً واسعاً من قبل القطاعات والشارع السوداني، واصفين الخطوة بأنها الانتصار الحقيقي، كما أنها تعتبر في غاية الأهمية لعودة الحياة إلى طبيعتها في العاصمة الخرطوم.

عودة البعثات الدبلوماسية

يصف الخبير الإعلامي رئيس تحرير موقع قلب أفريقيا الإخباري لؤي عبد الرحمن القرار بالممتاز وأنه أتى في توقيته، خاصة وأن عددًا من البعثات الدبلوماسية كانت قد ذهبت للخرطوم وتأكدت من الأوضاع الأمنية هناك قبل أن تعود وتعمل على رفع أعلامها في سفاراتها، خاصة سفارتي المملكة العربية السعودية والسفارة القطرية، تمهيدًا وإيذانًا ببدء أعمالها من هناك، مما يدلل على استتباب الأمن وعودة الاستقرار.

تحرك المؤسسات

ويشير لؤي خلال حديثه لوكالة السودان للأنباء إلى أن تحرك المؤسسات الوطنية والقومية إلى الخرطوم تعتبر مسألة في غاية الأهمية وتحمل في طياتها تعزيزًا لثقة المواطن في استتباب الأمن بالعاصمة الخرطوم وتشجيعًا له للعودة إلى ديارهم لممارسة حياته الطبيعية، خاصة وأن تلك العودة كانت عبر خطط محكمة ولم تكن بشكل عشوائي. وأضاف لؤي إلى أن الجميع يعمل على تشجيع ومساندة مثل تلك الخطوات لأنها تؤكد بأنها بداية كبيرة جدًا لتطبيع الحياة في الخرطوم وغالبية المدن الأخرى، خاصة تلك التي كانت تتواجد فيها مليشيا الدعم السريع.

بداية الانتقال

سبق أن أعلن رئيس مجلس الوزراء كامل ادريس عن بدء عملية الانتقال التدريجي للوزارات والمؤسسات الحكومية إلى العاصمة القومية، وذلك وفق جدول زمني مدروس يراعي الجوانب الإدارية والفنية والبشرية، ويضمن استمرارية تقديم الخدمات دون انقطاع، إلى جانب دعم خطط إعادة تأهيل البنية التحتية للعاصمة.

تبرع المانجيل

فيما أعلن الكابتن ناصر الشيخ “المانجيل” عن تبرعه بمنزله إلى رئيس الوزراء كامل إدريس لمدة عام كامل مجانًا. ويأتي التبرع في إطار دعم مساعي انتقال الحكومة الاتحادية من بورتسودان إلى الخرطوم، التي أعلنها رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس. وأشار الكابتن ناصر الشيخ الذي عمل في سلاح الجو السوداني كما عمل في عدد من شركات الطيران وكذلك في الخليج، إلى أن واجب كل سوداني في هذه المرحلة الإسهام في إعادة الإعمار بما يستطيع.

وقال إن منزله بحلفاية الملوك ببحري تحت تصرف أي مؤسسة أو وزارة حكومية لمدة عام مجانًا، أوضح أنه مكوّن من خمسة طوابق يحتوي على سبعة شقق بمجموع 25 غرفة مكيفة جميعها ويوجد مصعد. ووجدت خطوة الكابتن ناصر إشادة واسعة بوسائط التواصل الاجتماعي، وأشار عدد من المدونيين إلى أن العودة الطوعية تحتاج لجهود حكومية وشعبية وأن الكابتن ضرب المثل الحي في المساهمة الإيجابية.

قطع الإجازة المفتوحة

وبرغم أن محلية الخرطوم كانت قد أخذت نصيبها الأكبر من الدمار والخراب والنهب من قبل المليشيا، إلا أنها كانت أولى محليات العاصمة السبع التي استجابت للنداء. وباشر العاملون بالمحلية اليوم الأحد مهامهم برئاسة المحلية والوحدات الإدارية وفقًا لقرار ولاية الخرطوم بمزاولة العمل في ١٥ يونيو ٢٠٢٥م بعد قطع الإجازة المفتوحة الاضطرارية بسبب الحرب. وثمن المدير التنفيذي للمحلية عبد المنعم البشير خلال مخاطبته العاملين برئاسة المحلية بالعمارات الحضور المقدر للعاملين وهم ينشدون إعادة التعمير ومزاولة العمل حتى تعود المحلية لسيرتها الأولى قبلة للزائرين من داخل وخارج البلاد.

أعمال إسعافية

وأوضح عبد المنعم بأن المحلية خلال الفترة السابقة أجرت أعمالاً إسعافية شملت إزالة آثار ومخلفات الحرب والنظافة، حيث تعاقدت مع خمس شركات لنظافة الطرق الرئيسة ومن ثم اتجهت لاستعادة الخدمات الأساسية من مياه الشرب حيث تم إعادة تشغيل عدد من المحطات النيلية بالتنسيق مع الولاية بجانب أكثر من 98 بئر ذات إنتاجية عالية تعمل بالطاقة الشمسية بمساهمة من الخيرين. وأشار البشير إلى عودة خدمات التعليم والصحة عقب التحرير مباشرة بانعقاد امتحانات شهادتي الابتدائية والمتوسطة بجانب عمل عدد من المراكز الصحية المرجعية.

التدمير الممنهج

وأشار إلى الدمار الكبير الذي حدث بالبنيات التحتية بالخرطوم باعتبارها كانت مركزًا للمعارك الرئيسة، الأمر الذي انسحب عليه تدميرًا ممنهجًا من قبل المليشيا في منشآت المياه والكهرباء والخدمات الأخرى. مطالبًا في ختام حديثه بضرورة أن يبذل العاملون بالمحلية أقصى الجهود حتى يعود دولاب العمل لما كان عليه من مواقع عملهم السابقة قبل 15 أبريل 2023م، وأن يتحملوا ضغوط العمل بفعل الظروف التي خلفتها الحرب.

Share This Article